
ماذا سيحدث إذا اختفى الوقود الأحفوري فجأة، ستتوقف معظم مشاهد الحياة من انتاج ومصانع ومركبات وتعليم وجامعات وغيرها من الأمور التي تعتمد في أساسها على الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري، فقد أظهرت دراسة بريطانية من جامعة ساسكس أن الوقود الأحفوري المستخدم الآن بما يشمل النفط والغاز والفحم قد ينتهي خلال سنوات وأن اعتمادنا عليه سيقل في المستقبل، وقال البرفسور “بنيامين سوفاكول” مدير مجموعة طاقة ساسكس في جامعة ساسكس أن الثورة القادمة ستكون مختلفة عن الثورة التي أحدثها النفط في الماضي.
وهذا الأمر يتطلب جهد متعدد القياس والتخصصات للوصول إلى نظام طاقة شامل محسن عن الأنظمة التي تعتمد عن النفط والغاز، فالتطورات الحالية التي تحدث في قطاع الصناعة والتكنولوجيا تعمل على استنزاف كميات أكبر من النفط والغاز مما يستلزم العمل على بدائل جديدة في الطاقة.
وبمقارنة تاريخ مصادر الطاقة القديمة كالخشب مثلًا ،فنجد أنه قضى من 96 حتى 160 سنة لينتقل إلى الفحم ، في حين أن الكهرباء قد دخلت حيز الاستخدام من 47 حتى 69 سنة لتصبح تيار ينير المنازل ، لكن هذه المرة لن يسعنا الوقت للتجربة وذلك لندرة الموارد وتهديد التغير المناخي الذي بدأ ينخر في عظام الوطن الأرضي .
وقد أبرزت الدراسة منهجيات اتخذتها بعض الدول في تغيير مسار الطاقة من الوقود الأحفوري إلى طاقة أقل ضررًا للبيئة فقد قامت أونتاريو بالتحول بعيدًا عن الفحم في عام 2005، كما استغرق برنامج الطاقة للأسر في اندونيسيا ثلاث سنوات لنقل ثلثي السكان من استخدام مواقد الكيروسين إلى مواقد البترول المسال واستطاعت فرنسا امداد الكهرباء بنسبة 40 في المئة من خلال الطاقة النووية بدلا من الكهرباء النفطية في عام 1982.
ويظهر خلال التجارب السابقة التدخل الحكومي القوي نحو الاستدامة وكذلك دعم الجمهور لهكذا قرارات وهذا ما يتطلبه التحول من مصادر الطاقة الملوثة للبيئة إلى مصادر طاقة نظيفة